كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي لسطات

#

تنفيذا للرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة المنظمة من طرف كتابة الدولة المكلفة بالبريد وتقنيات الاتصال والإعلام، حيث جاء فيها ما يلي: "وسيظل إصلاح الإدارة العمومية وعصرنتها من بين الرهانات الرئيسية التي يطرحها تقدم بلادنا، إذ يتعين أن نوفر لأجهزتنا الإدارية ما يلزم من أدوات تكنولوجية عصرية بما فيها الانترنيت، لتمكينها من الانخراط في الشبكة العالمية وتوفير خدمات أكثر جودة لمتطلبات الأفراد والمقاولات".

وانسجاما مع دورية وزارة الداخلية رقم د 7175 بتاريخ 26 اكتوبر 2021، التي تأتي تنزيلا لخلاصات تقرير النموذج التنموي الجديد، وتفعيلا لالتزامات البرنامج الحكومي خاصة فيما يتعلق بإطلاق جيل جديد من الخدمات العمومية، الناجعة والمتاحة الولوج والمرتكزة على التحول الرقمي وضرورة الاعتماد على الرقمنة في المجالس المنتخبة، في إطار تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين والمقاولات، وتشجيع المشاركة المواطنة.

اتخذ مجلس إقليم سطات مجموعة من التدابير لتحديث الإدارة وتزويدها بالوسائل الضرورية لعملها وعلى رأسها تجهيزها بالتكنولوجية الحديثة، حيث أن تجديد البوابة الإلكترونية يعتبر تجسيدا ووعيا من المجلس في طريق نهج سياسة القرب والحكامة الجيدة القائمة على التواصل والمشاركة والتوافق وحسن التدبير، للتعرف عن قرب على حاجيات المواطنين وانشغالاتهم المرتبطة أساسا بمجالات التنمية.

إن إقدامنا على تجديد هذه البوابة من حيث المحتوى والشكل غير المسبوقين، سيمكن الساكنة ومختلف الفاعلين بالإقليم من الاطلاع على أشغال المجلس ومخططاته وبرامجه وستساهم لا محال في فتح قناة للتواصل وتبادل الحوار والمشاركة في عملية صنع القرار من خلال المناقشة وإبداء الآراء والملاحظات وتوظيفها بما يخدم الساكنة التي تطمح إلى تحقيق التنمية الشاملة في مختلف أبعادها.

إن المجلس الإقليمي لسطات رئاسة ومكتبا ولجانا وأعضاء وإدارة على دراية كافية وإدراك عميق بثقل وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه، كمؤسسة منتخبة أناط بها المشرع المغربي صلاحيات النهوض بالتنمية الترابية الإقليمية بكل أبعادها الإستراتيجية وتجلياتها المجالية، وهي أمانة عظيمة تضع جميع الفاعلين الإقليمين كل من موقعه وحسب مسؤولياته ومهامه أمام بدل التضحيات وقصارى الجهود من أجل الاستجابة لانشغالات ومتطلبات المواطنين المشروعة، وتحقيق التغيير الذي يتمناه الجميع لهذا الإقليم وفق نموذج تنموي إقليمي يراعي خصوصيات الجماعات المشكلة للإقليم.

و في هذا الإطار فإننا في مجلسنا الإقليمي قطعنا على أنفسنا عهدا، بتبني أفضل الخطط والبرامج التنموية، و المشاريع...، خدمة لرعايا صاحب الجلالة نصره الله بهذا الإقليم، مستعينين بعون الله و توفيقه، و بما هو متاح لنا من قدرات لوجيستيكية ومالية وبشرية، وبما نلمسه من دعم و مواكبة من السلطة الإقليمية و بمساعدة و تعاون مع المصالح الخارجية، وفعاليات المجتمع المدني، و جميع الشركاء و المتدخلين، من أجل تحقيق التقدم في مسلسل التنمية الترابية الشاملة للإقليم يلمسها جميع المواطنين، و تنعكس على حياتهم اليومية.

لكل ما سلف، دشنا ولاية هذا المجلس عبر تصورات تطبعها الواقعية والإبداع، وتؤسس لسياسة القرب، والشراكة مع الفاعلين والمؤسسات العمومية والخاصة، وتفعيل الآليات التشاركية للحوار والتشاور التي تيسر للمواطنات والمواطنين المساهمة في الحصول على المعلومة وجعلها في متناولهم عبر هذه البوابة الإلكترونية.

من هذا المنطلق وتقديرا منا للمسؤولية المناطة بنا، كان لزاما علينا استغلال التكنولوجيات الحديثة لإنشاء صيغة للتواصل عنوانها البارز"بوابة إلكترونية رائدة"، تكون واجهة أساسية للتعريف بالمجلس الإقليمي لسطات، وبالمقابل خلق متنفس للمواطن وعموم الزائرين والمتصفحين للانترنيت، في طرح انشغالاتهم وإبداء آرائهم واقتراحاتهم، والاطلاع على المشاريع والأوراش، ومختلف الفرص الاستثمارية بالإقليم.

ولنا كامل اليقين أن التجاوب والإقبال والتفاعل مع هذا الموقع، الذي قررنا تجديده بمزايا جديدة واحتضانه، سيساهم بشكل ايجابي في تحقيق تحديات التنمية الإقليمية، التي يعتبر المواطن محركها والمستفيد الأول من ثمارها.

وفقنا الله لما فيه خير البلاد والعباد.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.